منتديات التاسع 1

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات التاسع 1

علاء & رمضان


    الزواج المبكر في فلسطين ........

    כריסטיאנו רונאלדו
    כריסטיאנו רונאלדו


    عدد المساهمات : 143
    نقاط : 5677
    تاريخ التسجيل : 20/04/2010
    العمر : 29
    الموقع : خانيونس البلد

    الزواج المبكر في فلسطين ........ Empty الزواج المبكر في فلسطين ........

    مُساهمة  כריסטיאנו רונאלדו الثلاثاء أبريل 27, 2010 4:47 pm

    الزواج المبكر في فلسطين :علماء الدين ينبّهون إلى مخاطر الفساد والإباحية

    بيت لحم-دنيا الوطن-ممدوح حمامرة
    يستمر الجدل بين مؤيد ومعارض للزواج المبكر في فلسطين، حيث أسلوب بناء الحياة من تعليم وعمل وبلوغ الاستقرار الاجتماعي مقتبس من المجتمعات الغربية، على غرار ما هو حاصل في بقية المجتمعات العربية. وإذا كان الجميع يقر بالايجابيات التي تتضمنها الحياة الزوجية، حيث الرابطة المقدسة التي تسمو بطرفي العلاقة الى تكوين لبنة المجتمع الاولى في فلسطين، وتحقيق السكينة والراحة للزوجين، إلا أن الوجهات تتفاوت في مسألة توقيت موعد دخول القفص الذهبي، بين تبكير الزواج أو تأخيره. ويستند كثير منها إلى حجج دينية ونفسية وطبية واجتماعية.
    ويعرف الزواج المبكّر بانه الزواج قبل سن البلوغ وهو بالنسبة إلى الفتاة زواجها قبل الحيض، أما الشاب فيعتبر بالنسبة إليه الزواج المبكر قبل بلوغ سن 13- 14 عاما. ولا تستند تسمية الزواج المبكر إلى قاعدة علمية أو قاعدة شرعية، فأمر الزواج مربوط بالبلوغ والبلوغ عند الفتاة هو الفترة الزمنية التي تتحول فيها الفتاة من طفلة إلى بالغة، وفق الشرع الحنيف الذي يربط بين هذا البلوع الجسدي وما يُعتبر فقهاً سن التكليف الشرعي. وخلال فترة التحول هذه تحدث تغييرات فسيولوجية وسايكولوجية عدة، وهي ترتبط من الناحية الطبية والعلمية بعوامل جينية وراثية وتحولات هرمونية تؤهل الإنسان للإنجاب وإدامة النوع البشري.

    ولعل أكثر النقاط سخونة في الجدل المتعلق بكيفية تنظيم مراحل الدخول إلى حياة المجتمع الأسري يتعلق بالتوفيق بين معدل البلوغ الجسدي هذا، ومتطلبات التخطيط الأسري اليوم التي تعتبر أن الزواج كمدخل صحيح إلى تكوين الأسرة يحتاج إلى السير في تراتيبة منهجية من تعليم ومن ثم تحقيق الاستقلال المادي قبل مباشرة بناء الأسرة. بينما يطالب البعض الآخر بأن يتولى المجتمع مساعدة أبنائه اليافعين الراغبين في تحقيق الاستقرار الأسري، ودعمهم مادياً، لاحقاً، في مراحل التعليم وتحصيل الشهادة الجامعية، من أجل تلافي لأضرار المترتبة على إبقاء الشبان خارج دائرة الاستقرار العاطفي والجسدي.

    الزواج و الشريعة الإسلامية..
    بين مفتى مدينة بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا العمارنة من دعاة الزواج المبكر، وهو يستند في ذلك إلى حجج مستقاة من السنة النبوية المطهّرة، لأن "الشرع حث على تزويج الشاب وتزويج الفتاة". ويضيف: "قال عليه الصلاة والسلام: "اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" فالأصل هو الزواج في السن المواكبة للبلوغ، وينطبق ذلك على الذكر أو الأنثى، لأنه استجابة للحاجة النفسية والجسدية"ز
    ويتابع قائلاً: "الأصل في المجتمع أن يراعي هذه الحاجة حتى لا تحدث انحرافات سلوكية أو مشاكل نفسية جراء تأخير الزواج. والأصل أيضاً في السياسة العامة للدولة سواء اكانت سياسة التعليم وسياسة العمل ان تنتهي فترة التعليم الاساسي مع سن البلوغ حتى يتسنى للشاب والفتاة إكمال الفترة الدراسية. كما الأوجب أن تُتاح فرص عمل تتناسب مع بداية النضوج الجسدي وأن تتم رعاية من يريد إكمال تعليمه فيُوفّر له المسكن والمصروف والتعليم".
    ويوضح أن هذا المنهج الذي قد لا يتخيله البعض منا في القرن الحادي والعشرين حيث الحديث عن دور الدولة في رعاية الفرد "هو ما كانت تفعله الدولة الإسلامية حتى نهاية الدولة العثمانية، ولكن في هذه الأيام، فان الفترة الدراسية تنتهي في سن 18. وفي هذا العمر لا توجد فرص عمل مناسبة لهم. أما التعليم الجامعي فينتهي في سن 22 وبعد ذلك تتاح لهم فرص عمل أكثر ملاءمة لمتطلبات سوق العمل. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تأخر زواج الشاب الذي يريد أن يكمل تحصيه العلمي".

    التعليم والزواج..
    وينبّه المفتي الى انه ليس بالضرورة أن يحول التعليم دون الزواج المبكر أو يتناقض معه، حيث أن "الإسلام حث على تعليم الفتاة فقال عليه الصلاة والسلام: "من كان له بنتان او أختان فعلّمهما فأحسن تعليمهما وأدّبهما فأحسن تأديبهما كانتا له ستراً من النار".
    ويضيف: "هذا ما طالبه الشرع أن تُعلّم الفتاة أحسن تعليم؛ ووجه المقارنة أن بلوغ أحسن التعليم اليوم بفترض ألا يقل عمر الفتاة عن 22 عاماً، ولذلك أصبح النضوج في المجتمعات المعاصرة لكلا الجنسين يتحقق في عمر 22 سنة عادة. فالمجتمعات المعاصرة تطلق لفظ الطفولة ثم المراهقة على ما دون 18 والشباب 18-22 والنضوج لا يقل عن 25 عاماً. هذا أدى إلى تأخر سن الزواج مما تسبب في ظهور مشاكل نفسية وخلقية وما تبعها من إباحية جنسية وأخلاقية، على غرار ما هو حاصل في المجتمعات الغربية، وعلى عكس ما تقوم عليه المجتمعات العربية".

    زواج مبكر، طلاق مبكر؟
    ويوضح المفتي أن أسباب تأخر الزواج متعددة، وكثير منها اقتصادي بحت وذو منشأ اجتماعي، ومنها "ارتفاع المهور في الأساس، علاوة على السياسة الاقتصادية العامة للمجتمع التي تفرض على الشاب أن ينهي تعليمه ويجد العمل ويحقق الاستقلال المادي بمفرده، من ثم يتقدم للزواج ويتحمل أعباء الزواج من تكاليف باهظة والمباهاة في مدى ارتفاع تكاليف العرس، من حفلات وولائم، هم في غنى عنها".
    واعتبر أن "الزواج المبكر لا يؤدي دائماً إلى طلاق مبكر، واذا حدث ذلك يكون سببه الجهل لدى الشباب والفتيات في كيفية تحقيق المودة والرحمة المنشودة بينهما وإدارة العلاقات الزوجية بنجاح".


    الزواج المبكر قانوناً
    أما المحامي خالد المدبوح فله رأي آخر إذ يعزو أسباب الطلاق المبكر والخلافات التي يعاني منها الأزواج اليافعين الى السن المبكر للزواج الذي بدوره لا يتيح للزوجين التحكم بالعواطف والظروف الميحطة بهما، حيث ينتقل الزوجين من جو الأسرة (الرعاية والحنان والعطف والاخوة) الى جو مختلف تماماً بما يتضمن ذلك من مسؤوليات وواجبات في علاقة الزوجين بعضهما البعض، علاوة على الالتزامات الاجتماعية" ويُبيِن اأن أغلب القضايا التي تواجه المحامين هي خلافات في سير الحياة الزوجية وأن عدم وجود الوعي لحل هذه الخلافات كان سبب المشكلة .


    تراجع الزواج المبكر
    أما المتخصص التربوي، الأستاذ يوسف عدوي، الذي انتهى أخيراًَ من إعداد دراسة تتناول أسباب الطلاق في الأراضي الفلسطينية، فيبين ان اسباب الزواج المبكر: "هو الحرص على الزواج للزواج ذاته وهذا نابع من مفهوم فكري وثقافي معين" مؤكداً ان نسبة الزواج المبكر انخفضت إلى أقل من 50% في هذه الايام عما كانت عليه الحال من قبل. وعلل سبب التراجع هذا بعدم فهم الناس للدافع الديني بشكل صحيح .
    وشدد على معارضته لفكرة الزواج المبكر قبل سن العشرين سنة، "حتى يكون هناك نمو فكري وثقافي وجسماني وتكون شخصية الفتاة قد تبلورت". وأضاف مستنداً إلى دراسته التي أنجزها حديثاً عن اسباب الطلاق أن السبب الاول يبقى الزواج المبكر، والذي قال إنه كثيراً ما يقع إستجابة لرغبة الوالد في أن يرى أحفاده وهو صغير.

    هل تُشترى المرأة عبر المهر ...
    وأضاف أن "بعض البنات والأهالي يريدون من الزوج أن يكافح ويحصل على الشهادة ويمتلك المنزل والسيارة والدخل ثم يأتي لخطبة البنت، لكن أن تشاركه الفتاة كفاح الحياة، وصراع الوجود وتخطي العقبات فذلك ما لا ترضى به ولا تقدم عليه بعض الأسر، وهذا سر البلاء، ودليل الأنانية. كما أن هذه المعاناة المسبقة التي تُفرض على الرجل تحرمه من التفكير في الوفاء للزوجة عندما يحلو له العيش بعد مرارته. كل هذه الظواهر تجعل المرأة وكأنها جائزة أو سلعة لا يشتريها إلا القادر على الثمن، وليست شريكة حياة ومعاناة وآمال وآلام، يساعد فيها أحدهما الآخر". وقال إن "هذه العقلية السائدة هي التي ساعدت في تأخر سن الزواج في بلادنا العربية".



    هل هو حل لمشاكل الشباب
    وفي نظرة عامة إلى آراء شرائح مجتمعية مختلفة تباينت الآراء أحياناً وتقاربت في أحيان أخرى، فالشاب مهند مناصرة، أعزب، قال" أنا أؤيد الزواج المبكر، ومن إيجابياته أن يكون عمر الاباء قريباً من عمر ابنائهم ويكون هناك تقارب في وجهات النظر، وهذا يساعد على مواجهة على ظروف الحياة".
    اما عن أسباب ما يحصل من تأخر الرواج فأجاب: "السبب هو نظرة الأهل وتدني درجة الوعي. لقد شاع الزواج المتأخر في أيامنا هذه، بينما نحن ناضجون ومستعدون للزواج لكن الأهالي هم العقبة أمامنا! الزواج المبكر يساعدنا على الهدوء والاطمئنان النفسي".
    أما فاطمة، وهي طالبة جامعية، فأشارت إلى ان "أغلب الفتيات يرتعب من فكرة الزواج المبكر، وهن يبحثن عن الحياة المرفهة السهلة التي ليس فيها تحمل مشاق إنجاب الأطفال، وتسلط الرجل عليها".
    فيما ترى الفتاة أمل ان "الشاب حديث التخرج غير مستعد للخطوبة وتلبية متطلبات الزواج التعجيزية من شبكة وذهب وبقية مستلزمات المهر المرتفعة وتنظيم حفلة مكلفة وغيرها من الطلبات التعجيزية الأخرى التي يفرضها عليه الأهل".
    تأخير الزواج..
    ويصدم الزواج المبكر بمعارضة من نوع آخر، وهي هنا معارضة تستند إلى دراسة طبية. وقد أشارات دراسات نشرت حديثا في فلسطين عن مخاطر الزواج المبكر "إلى أن تبلغ الفتاة الثامنة عشرة من عمرها أن للزواج المبكر مخاطر متعددة على الفتاة من النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية فمن المخاطر الصحية ".
    وتشير الدراسة إلى أن الفتاة اليافعة إذا حملت في فترة مبكرة فإنها لا تتم حملها بمدته الكاملة لأن جسمها لم يكتمل نموه بعد ما قد يزيد نسبة تعرضها للإجهاض المتكرر. كما قد تتعرض الفتاة إلى فقر الدم وخاصة خلال فترة الحمل، وقد تزداد نسبة الوفيات بين الأمهات الصغيرات أي ما بين 15-19 عاماً وكذلك الحال بالنسبة إلى أطفالهن لقلة الدراية والوعي.
    وتشير أيضاً إلى وجود مخاطر اجتماعية ونفسية ترافق الزواج المبكر لأن الفتاة تكون في مرحلة المراهقة ولا تستطيع أن تبدي رأيها في أمور حياتها الزوجية بثقة وارتياح. وقد تقع تحت تأثير الأهل والأقارب في شؤون حياتها الشخصية. كما أنه قد ينتج عن الزواج المبكر الحرمان من التعليم، وتستنتج الدراسة من ذلك إن الزواج المبكر في الظروف الاجتماعية والثقافية السائدة قد يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق الفتاة في هذه الفترة من حياتها.
    و ذهب محمد ابو راتب، أعزب، 24 عاماً وعاطل عن العمل، الى عدم تأييد فكرة الزواج المبكر معللاً ذلك بعدم وعي الشاب في ذلك العمر وعدم استطاعته تلبية حاجاته المادية. ووافقه في الرأي اشرف قطينة، متزوج، 27 عاماً، حيث رأى أنه "يجب على الزوجين ان يكملا تعلمهما وأن يحصلا على عمل قبل الاقدام على الزواج، لضمان توفير حياة سعيدة".
    أما عبير، من بيت لحم، 23 عاماً، وهي موظفة ادارية فاعتبرت ان الزواج المبكر يؤثر على البنت الجاهلة علمياً وجسدياً. وهي تعتبر أن الزوجين في سن مبكرة سيحملان تفكيراً طفولياً لا يستطيعان معه بناء اسرة وهي تفضل الزواج المتأخر لاكتمال العقل والأسباب المكملة لنجاح الزواج.
    ويبقى السؤال مفتوحاً: هل المجتمع وراء كل ذلك ؟ أم الحياة العصرية التي اصبحت تفرض متطلبات يعجز عن تلبيتها المقدمون على الزواج؟ وهل انقرضت عادة "الزواج المبكر" هذه؟ أم بقي هناك من لا يزال يرغب في تبنيها؟، كل هذه التساؤلات وغيرها تحتاج الى دراسة مستفيضة للإجابة عليها.

    ........................................................................

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 7:09 pm