ذكرى معركة الكرامة بين الاحتلال الصهيوني والفدائيين الفلسطينيين
د. كمال علاونه
الكرامة بلدة أردنية تقع على محاذاة نهر الأردن من الجهة الشرقية ، في الأغوار الأردنية ، تجمعت بها قوات الفدائيين الفلسطينيين بعد حرب حزيران 1967 ، لجعلها قاعدة إنطلاق للعمليات الجهادية ضد الاحتلال الصهيوني .
وقد شنت قوات الاحتلال الصهيوني حربا على الفدائيين في الأغوار الأردنية شرقي نهر الأردن فجر يوم 21 آذار - مارس 1968 . فقد شاركت الدبابات والمصفحات الصهيونية وتشكيلات من المشاة اليهود في الهجوم ، وأنزلت الطائرات العمودية ( الهيلوكبتر ) المظليين خلف خطوط الفدائيين فبلغ عدد قوات الاحتلال المهاجمة نحو 15 ألف جندي على جبهة امتدت نحو 80 كم على طول نهر الأردن ، بينما ضمت الوحدات الفلسطينية نحو 300 فدائي فلسطيني ابلوا بلاء حسنا في المقاومة وصد العدوان توزعوا على الجبال والمغاير القريبة بمشاركة قيادة حركة فتح ، ياسر عرفات وصلاح خلف وفاروق القدومي وأبو صبري .
إضافة لمشاركة المدفعية الأردنية بالرد ببسالة على الهجوم الصهيوني بقيادة اللواء مشهور حديثة الجازي فأبلى الجيش العربي الأردني بلاء حسنا في التصدي للمهاجمين الصهاينة الذي حاولوا إحراق المنطقة بكل ما يمتلكون من عنجهية ووحشية ماكرة .
وبعد إحراز النصر العربي : الفلسطيني الأردني ، وانتهاء معركة الكرامة حضر الملك الأردني الحسين بن طلال وصعد على ظهر دبابة صهيونية معطوبة ، بعدما تركت قوات الاحتلال خلفها قتلاها وجرحاها ودباباتها المدمرة .
ولقد خاض الفدائيون معركة الكرامة بنار كثيفة من الآر . بي .جي والقنابل اليدوية والسلاح الأبيض وحزم بعض الفدائيين نفسه بحزام متفجر وألقى بنفسه على الدبابات الصهيونية فكانت حرب عصابات وشوارع ضد جيش نظامي صهيوني .
وكانت قيادة حركة فتح تعلم بالهجوم الصهيوني المرتقب من بعض قادة المخابرات العربية إلا أنها فضلت خوض المعركة مهما كلف الأمر لتبديد أسطورة جيش الاحتلال الصهيوني الذي لا يقهر . وقد امتدت المعركة منذ ساعات الصباح الباكر حتى ساعات المساء دمرت خلالها القوات الغازية ثلاثة أرباع مباني قرية الكرامة في الأغوار الأردنية شرقي نهر الأردن ، ثم بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بلم جثث قتلاها وجرحاها تمهيدا للجلاء .
وقد اعترف الاحتلال الصهيوني بقتل 30 جنديا يهوديا مهاجما وجرح 100 يهودي آخرين بينما اشارت دراسات تاريخية إلى أن عدد الجرحى اليهودي نحو 500 عنصر ممن أصابهم الجرح الجسدي والهلع والخوف الشديد من بسالة المقاومة الفلسطينية والرد الأردني من وحدات الجيش العربي الأردني التي استهدفتها قوات الاحتلال الصهيوني وقال شهود عيان إنهم شاهدوا الدبابات الصهيونية المعطوبة بالعشرات حيث جرى نقلها على شاحنات نقل كبيرة .
بينما استشهد أكثر من 100 فدائي وأسر بعض آخر بسبب نفاذ الذخيرة لديهم . وبعد معركة الكرامة تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين يطلبون الانضمام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) من الطلبة الجامعيين والثانويين والشباب والشيوخ ، فمثلا تقدم نحو خمسة آلاف خلال اليومين الأولين لانتهاء المعركة ، اختارت منهم حركة فتح نحو تسعمائة فقط .
وزادت عمليات الحركة الفدائية الفتحاوية التي تنفذ عمليات عسكرية مكثفة ضد الأهداف الصهيونية فارتفعت من 12 عملية شهريا عام 1967 إلى 52 عملية شهريا عام 1968 وزادت إلى 199 عملية شهريا عام 1969 ، وفي الأشهر الأولى من عام 1970 وصلت إلى 279 عملية شهريا وهي زيادة نوعية وكمية في الوقت ذاته كما افادت مصادر تاريخية فلسطينية .
وبهذا كانت معركة الكرامة ، إرجاع لبعض الكرامة العربية المهدورة في عدوان الاحتلال الصهيوني على ثلاث دول عربية في حزيران 1967 ، هي الأردن ومصر وسوريا ، فكانت معركة الكرامة بؤرة مشتعلة كبرى للثورة الفلسطينية في ذاكرة شعب فلسطين والشعوب العربية ذلك أن هذه المعركة أرجعت للمواطن العربي كرامته ، وأذهبت أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر .
وبعد معركة الكرامة ، تولت حركة فتح زمام قيادة العمل الفدائي المسلح ضد الاحتلال الصهيوني ، تلاها استقبال حافل لقيادة فتح في الدول العربية أنظمة وشعوبا ، وزار بعدها ياسر عرفات موسكو سرا بصحبة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في تموز 1968 . وتلاها توقيع اتفاق القاهرة السري عام 1969 بين الحكومة اللبنانية والثورة الفلسطينية برعاية مصرية وافق بموجبها لبنان على حرية العمل الفدائي في بعض المناطق اللبنانية وإلغاء القيود المفروضة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحرية العمل والتنقل والتدريب داخل المخيمات الفلسطينية من خلال ممرات معينة في لبنان ، مقابل تخلي الثورة الفلسطينية عن طلب خاص تقدمت به بمعاقبة المسؤولين عن الأحداث أثناء الأزمة بين الجانبين في نيسان من العام المذكور ثم تلاها زيارة وفد حركة فتح للصين وفيتنام . وعدة دول عربية كالسودان وليبيا وغيرها .
وقد مكنت هذه المعركة حركة فتح لاحقا من تبوء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية في 4 شباط 1969 حيث تولى ياسر عرفات أمين سر حركة فتح منصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وبعد ذلك أضحت حركة فتح العمود الفقري للثورة الفلسطينية .
ولا بد من القول ، إن معركة الكرامة كانت نقطة مفصلية في جماهيرية حركة فتح ، شعبيا وعسكريا ورسميا ، محليا وعربيا وعالميا ، فاصبح العالم يسمع عن جهاد ونضال وكفاح الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، وكانت حركة فتح عامة وجناحها العسكري ( قوات العاصفة ) آنذاك قريبة من الإيديولوجية الدينية الإسلامية ، ويتم انتقاء الأفراد لعضويتها من المجاهين الحقيقيين ، وخاصة فئة المتدينيين الساعين للجهاد في سبيل الله ، قبل أن تنتقل وتجر لميادين صراعات داخلية وفتن مع بعض أنظمة الحكم في الدول العربية .
ويمكن القول إن القوات الفلسطينية الأردنية المشتركة ألحقت خسائر فادحة بقوات الاحتلال الصهيوني في معركة الكرامة 1968 ، فكانت إستعادة لهيبة العرب أجمعين تلق فيها الأعداء درسا قويا في الصمود والمقاومة العربية ، والتصدي لمخططات الأعداء .
د. كمال علاونه
الكرامة بلدة أردنية تقع على محاذاة نهر الأردن من الجهة الشرقية ، في الأغوار الأردنية ، تجمعت بها قوات الفدائيين الفلسطينيين بعد حرب حزيران 1967 ، لجعلها قاعدة إنطلاق للعمليات الجهادية ضد الاحتلال الصهيوني .
وقد شنت قوات الاحتلال الصهيوني حربا على الفدائيين في الأغوار الأردنية شرقي نهر الأردن فجر يوم 21 آذار - مارس 1968 . فقد شاركت الدبابات والمصفحات الصهيونية وتشكيلات من المشاة اليهود في الهجوم ، وأنزلت الطائرات العمودية ( الهيلوكبتر ) المظليين خلف خطوط الفدائيين فبلغ عدد قوات الاحتلال المهاجمة نحو 15 ألف جندي على جبهة امتدت نحو 80 كم على طول نهر الأردن ، بينما ضمت الوحدات الفلسطينية نحو 300 فدائي فلسطيني ابلوا بلاء حسنا في المقاومة وصد العدوان توزعوا على الجبال والمغاير القريبة بمشاركة قيادة حركة فتح ، ياسر عرفات وصلاح خلف وفاروق القدومي وأبو صبري .
إضافة لمشاركة المدفعية الأردنية بالرد ببسالة على الهجوم الصهيوني بقيادة اللواء مشهور حديثة الجازي فأبلى الجيش العربي الأردني بلاء حسنا في التصدي للمهاجمين الصهاينة الذي حاولوا إحراق المنطقة بكل ما يمتلكون من عنجهية ووحشية ماكرة .
وبعد إحراز النصر العربي : الفلسطيني الأردني ، وانتهاء معركة الكرامة حضر الملك الأردني الحسين بن طلال وصعد على ظهر دبابة صهيونية معطوبة ، بعدما تركت قوات الاحتلال خلفها قتلاها وجرحاها ودباباتها المدمرة .
ولقد خاض الفدائيون معركة الكرامة بنار كثيفة من الآر . بي .جي والقنابل اليدوية والسلاح الأبيض وحزم بعض الفدائيين نفسه بحزام متفجر وألقى بنفسه على الدبابات الصهيونية فكانت حرب عصابات وشوارع ضد جيش نظامي صهيوني .
وكانت قيادة حركة فتح تعلم بالهجوم الصهيوني المرتقب من بعض قادة المخابرات العربية إلا أنها فضلت خوض المعركة مهما كلف الأمر لتبديد أسطورة جيش الاحتلال الصهيوني الذي لا يقهر . وقد امتدت المعركة منذ ساعات الصباح الباكر حتى ساعات المساء دمرت خلالها القوات الغازية ثلاثة أرباع مباني قرية الكرامة في الأغوار الأردنية شرقي نهر الأردن ، ثم بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بلم جثث قتلاها وجرحاها تمهيدا للجلاء .
وقد اعترف الاحتلال الصهيوني بقتل 30 جنديا يهوديا مهاجما وجرح 100 يهودي آخرين بينما اشارت دراسات تاريخية إلى أن عدد الجرحى اليهودي نحو 500 عنصر ممن أصابهم الجرح الجسدي والهلع والخوف الشديد من بسالة المقاومة الفلسطينية والرد الأردني من وحدات الجيش العربي الأردني التي استهدفتها قوات الاحتلال الصهيوني وقال شهود عيان إنهم شاهدوا الدبابات الصهيونية المعطوبة بالعشرات حيث جرى نقلها على شاحنات نقل كبيرة .
بينما استشهد أكثر من 100 فدائي وأسر بعض آخر بسبب نفاذ الذخيرة لديهم . وبعد معركة الكرامة تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين يطلبون الانضمام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) من الطلبة الجامعيين والثانويين والشباب والشيوخ ، فمثلا تقدم نحو خمسة آلاف خلال اليومين الأولين لانتهاء المعركة ، اختارت منهم حركة فتح نحو تسعمائة فقط .
وزادت عمليات الحركة الفدائية الفتحاوية التي تنفذ عمليات عسكرية مكثفة ضد الأهداف الصهيونية فارتفعت من 12 عملية شهريا عام 1967 إلى 52 عملية شهريا عام 1968 وزادت إلى 199 عملية شهريا عام 1969 ، وفي الأشهر الأولى من عام 1970 وصلت إلى 279 عملية شهريا وهي زيادة نوعية وكمية في الوقت ذاته كما افادت مصادر تاريخية فلسطينية .
وبهذا كانت معركة الكرامة ، إرجاع لبعض الكرامة العربية المهدورة في عدوان الاحتلال الصهيوني على ثلاث دول عربية في حزيران 1967 ، هي الأردن ومصر وسوريا ، فكانت معركة الكرامة بؤرة مشتعلة كبرى للثورة الفلسطينية في ذاكرة شعب فلسطين والشعوب العربية ذلك أن هذه المعركة أرجعت للمواطن العربي كرامته ، وأذهبت أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر .
وبعد معركة الكرامة ، تولت حركة فتح زمام قيادة العمل الفدائي المسلح ضد الاحتلال الصهيوني ، تلاها استقبال حافل لقيادة فتح في الدول العربية أنظمة وشعوبا ، وزار بعدها ياسر عرفات موسكو سرا بصحبة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في تموز 1968 . وتلاها توقيع اتفاق القاهرة السري عام 1969 بين الحكومة اللبنانية والثورة الفلسطينية برعاية مصرية وافق بموجبها لبنان على حرية العمل الفدائي في بعض المناطق اللبنانية وإلغاء القيود المفروضة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحرية العمل والتنقل والتدريب داخل المخيمات الفلسطينية من خلال ممرات معينة في لبنان ، مقابل تخلي الثورة الفلسطينية عن طلب خاص تقدمت به بمعاقبة المسؤولين عن الأحداث أثناء الأزمة بين الجانبين في نيسان من العام المذكور ثم تلاها زيارة وفد حركة فتح للصين وفيتنام . وعدة دول عربية كالسودان وليبيا وغيرها .
وقد مكنت هذه المعركة حركة فتح لاحقا من تبوء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية في 4 شباط 1969 حيث تولى ياسر عرفات أمين سر حركة فتح منصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وبعد ذلك أضحت حركة فتح العمود الفقري للثورة الفلسطينية .
ولا بد من القول ، إن معركة الكرامة كانت نقطة مفصلية في جماهيرية حركة فتح ، شعبيا وعسكريا ورسميا ، محليا وعربيا وعالميا ، فاصبح العالم يسمع عن جهاد ونضال وكفاح الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، وكانت حركة فتح عامة وجناحها العسكري ( قوات العاصفة ) آنذاك قريبة من الإيديولوجية الدينية الإسلامية ، ويتم انتقاء الأفراد لعضويتها من المجاهين الحقيقيين ، وخاصة فئة المتدينيين الساعين للجهاد في سبيل الله ، قبل أن تنتقل وتجر لميادين صراعات داخلية وفتن مع بعض أنظمة الحكم في الدول العربية .
ويمكن القول إن القوات الفلسطينية الأردنية المشتركة ألحقت خسائر فادحة بقوات الاحتلال الصهيوني في معركة الكرامة 1968 ، فكانت إستعادة لهيبة العرب أجمعين تلق فيها الأعداء درسا قويا في الصمود والمقاومة العربية ، والتصدي لمخططات الأعداء .