بسم الله الرحمن الرحيم
حكم من يسب الشيطان ؟.
الحمد لله
لا ينبغي للمؤمن أن يعود لسانه على السب والشتم ،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ ) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
والمؤمن إذا أصابه نزغ من الشيطان وشيء من وسوسته ، فإنه لا ينتفع من سبه بشيء ، بل المشروع له أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
قال تعالى : فصلت/36 .
( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
لا يجوز سب الشيطان لأنه إذا سبّـه أحد تعاظم في نفسه
فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي تميمة الهجيمي عمّن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم قال :
كنت رديفه على حمار فعثر الحمار ، فقلت : تعس الشيطان ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، تعاظم الشيطان في نفسه ، وقال : صرعته بقوتي ! فإذا قلت : بسم الله تَصاغَرَتْ إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب( . والله أعلم .
ولا شك أن التّعوذ بالله من الشيطان الرجيم مما يُفسد خطط الشيطان !
فقد روى البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد قال :
كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ؛ فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ، فقالوا له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعوّذ بالله من الشيطان . فقال : وهل بي جنون.)) رواه البخاري ومسلم
فالاستعاذة بالله منه أعظم عليه وأشد مما لو سبّه الإنسان أو لعنه .
والله تعالى أعلى وأعلم .
عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فسمعناه يقول((أعوذ بالله منك)) ثم قال((ألعنك بلعنة الله ثلاثًا))
وبسط يده كأنه يتناول شيئًا، فلما فرغ من الصلاة قلنا:
يا رسول الله، لقد سمعناك تقول في الصلاة شيئًا، لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، فقال الرسول الامين ::
((إن عدوَّ الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة،
فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقًا يلعب به ولدان أهل المدينة)).
صحيح مسلم (1/385) رقم (542).