منتديات التاسع 1

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات التاسع 1

علاء & رمضان


    الغذاء والزراعة

    الدب الثلجي
    الدب الثلجي


    عدد المساهمات : 270
    نقاط : 5962
    تاريخ التسجيل : 22/04/2010
    العمر : 28
    الموقع : خانيونس _ البلد

    الغذاء والزراعة Empty الغذاء والزراعة

    مُساهمة  الدب الثلجي الثلاثاء مايو 04, 2010 12:37 pm




    الغذاء والزراعة

    نظرة عامة
    قبل حوالي 10 آلاف سنة بدأ الجنس بتربية الحيوانات وزراعة النباتات، وقد ساهمت عملية فلاحة المحاصيل بالحفاظ على البشر معاً في مكان واحد وعملت على تزويد مصدر للغذاء اكثر أمناً من عمليات الصيد وجمع الغذاء كما مكنت البعض من الانخراط في أعمال ليس لها علاقة مباشرة في البقاء.
    وباختصار، لقد تزامن بدء الحضارة مع التأثير الهام للإنسان على البيئة، فالإنسان هو رفيق البيئة المحتوم.
    إن ذلك النمو غير المسبوق في عدد سكان العالم الذي حدث في القرن العشرين كان ممكناً بفضل التطورات الملحوظة في مجالي الزراعة والتقنية فقد جلبت الثورة الخضراء للدول النامية محاصيل ذات غلة وفيرة وتقنيات زراعة متطورة، كما عملت على تحسين الصحة والتغذية في معظم أرجاء العالم، ومن ناحية أخرى، يتطلب نمو السكان المستمر مساحات اكثر من الأراضي للزراعة، كما يتطلب مزيداً من الماء للري مما يزيد الضغط على المصادر الطبيعية وعلى بيئة الحيوان والنبات.

    ما هي العواقب
    في الدول النامية حيث الازدياد النمو السكاني أسرع ما يكون، يتم استغلال الغابات والأراضي التي لم يعتنى بها سابقاً لأغراض الزراعة، باستثناء فلسطين التي لا تزال 70% من أراضيها تحت الاحتلال وتستعمل هذه الأراضي لبناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية.
    وبفضل الوسائل الزراعية المتقدمة اصبح من الممكن زراعة غذاء اكثر على مساحات اقل من الأرض مما يسمح بإعادة أراضى اكثر إلى الغابات وإلى استعمالات أخرى، وعلى أي حال، هناك تكلفة بيئية ترتبط بأساليب إنتاج المحصول الوفير بما في ذلك الاعتماد الكبير لهذه الأساليب على المبيدات الحشرية والسماد، فعندما تنساب المياه التي تحتوي على السماد من الأراضي الزراعية فإنها تؤثر على جودة مياه بعض البحيرات والأنهار والخلجان، ومنذ البداية في زراعة المحاصيل كانت التعرية وما زالت معضلة بيئية خطيرة وذلك في ظل غياب التدابير الوقائية، ويمكن للري المطلوب في معظم أنحاء العالم أن يكون مصدراً مهما لتزويد المياه في المناطق الجافة أما إذا تمت إدارته بشكل خاطئ فانه سيؤدي إلى بناء ترسبات من الأملاح والتي قد تحط من نوعية التربية بشكل حاد.

    ما هو المجهول ؟
    إن أحد التحديات الحرجة للعقود القليلة القادمة هو إيجاد وسائل لزيادة إنتاج الغذاء في حين تخفيض التدهور البيئي إلى الحد الأدنى، وقد أدى بحث جدير بالاهتمام في بعض البلدان إلى إيجاد أساليب متقدمة للحفاظ على التربة ومنع التعرية بما في ذلك حراثة الصيانة التي تحافظ على التربة وأيضا أسلوب تحكم الكمبيوتر باستعمال المبيدات الحشرية والسماد والماء، ولا تزال أساليب أخرى موضع خلاف، ولكي يقل الاعتماد على المبيدات الحشرية يتم الآن اختيار وسائل التحكم الحيوي (أي استعمال كائنات حية معينة لمعالجة الحشرات الضارة) كما يتم اختبار قدرة هندسة الجينات على إيجاد محاصيل مقاومة للحشرات، ويوجد هناك مخأوف حول تأثيرات محتملة لهذه الأساليب حيث تم طرحها للمناقشة.

    ما هي المخاطر والعقبات؟
    هناك تأثيرات بيئية للري والسماد والمبيدات الحشرية التي تنتج محاصيل وفيرة، وإذا لم يكن هناك تدابير وقائية فان المحاصيل ستتكبد خسائر عديدة بسبب الحشرات، فالفلاحين الذين يستعملون المواد العضوية يعتمدون على كيماويات غير صناعية يمكنها أن تكون سامة كالمركبات الصناعية أو اكثر، فأي بدائل للمبيدات الحشرية لها مخاطرها الخاصة بها، وتعمل أساليب التحكم الحيوي على جلب أنواع أخرى من الكائنات الحية لتفترس الحشرات آكلة المحاصيل ولكن هذه الأساليب قد سببت ضرارا كبيرة في بعض الحالات بسبب انتشار تلك الكائنات في النظام البيئي بسرعة فائقة، وهناك مخأوف بالنسبة للنباتات المصنعة بواسطة هندسة الجينات مما دفع بعض الدول مثل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إن تدنو بحذر شديد نحو استعمال الكائنات المعدلة جينياً.
    في البلدان الفقيرة لا يزال الهم الأكبر هو تلبية الحاجات الغذائية الأساسية وتعاني الكثير من الشعوب من مشكلة نقص الغذاء والتي يمكن للتغيرات السياسية إيجاد الحلول لها أما المشكلة الأكثر خطراً من ذلك هي نقص العناصر الغذائية الأساسية، فعلى سبيل المثال يقدّر أن حوالي 12% من سكان العالم يعانون من نقص في عنصر اليود كما يعانون من مرض تضخم الغدة الدرقية الناتج عن ذلك، أما في الدول الغنية يتركز القلق العام في السنوات الحالية حول مخاطر الإصابة بمرض السرطان بسبب فضلات المبيدات الحشرية وذلك بالرغم من الصعوبات التي واجهها العلماء في إيجاد علاقة جازمة بين مرض السرطان والمبيدات الحشرية ومن جهة أخرى لا تزال التغذية السيئة والسمنة في دول كالولايات المتحدة من اكبر المخاطر الصحية المتعلقة بالغذاء.

    التغذية والمجاعة
    لا يزال النقص في المواد الغذائية والجوع المستمر مشكلة تثير القلق في الدول النامية والمتخلفة وقد ابتليت شبه الصحراء الأفريقية بشكل خاص بالمجاعات والجوع، وانه لمن الصعب تقدير مدى الجوع والفقر في العالم بشكل دقيق لأنه وكما توضح بعض التقارير: "قليلا ما تجد الحكومات الدولية حافزاً للبحث في مصير هؤلاء الذين لا تقوم بدعمهم". وبالرغم من شيوع المجاعات بشكل كبير في منطقة شبه الصحراء الأفريقية إلا أن حدوثها اصبح قليلاً، فلا تحدث المجاعات في الوقت الحالي إلا عندما تعمل الحروب الأهلية أو أي عوامل سياسية أخرى على تشويش عمليات إنتاج وتوزيع الطعام، ويعتبر نقص العناصر الغذائية الهم الأكثر الحاحاً، ففي مناطق كالهند تحديداً واسيا وأمريكا اللاتينية تتنامى أعداد السكان بشكل مطرد بحيث لا يستطيع السكان الاعتماد على الزراعة البسيطة التي أعالتهم في السابق، ويحصل الكثير من السكان في الدول النامية على حوالي 90% من غذائهم من الكربوهيدرات التي يحصل عليها بشكل أساسي من الحبوب التي قد لا تحتوي على بعض العناصر الغذائية الحيوية، فعلى سبيل المثال لا يحتوي الأرز على فيتامين أ، ويزيد الغذاء غير الكافي فرصة حدوث العدوى والأمراض وحالات الضعف بما فيها العمى والقزم والقماءة (حالة مرضية ناشئة من اضطراب الإفراز الدرقي).

    التكنولوجيا الحيوية وهندسة الجينات "الماضي والحاضر والمستقبل"

    الأساليب التقليدية لإنتاج الغذاء
    لقد بحث السلف عبر التاريخ عن أساليب جديدة لزراعة وإنتاج الغذاء، وعملوا اثر تجارب المحاولة والخطأ على تطوير أنواع مختلفة من المحاصيل وتعلموا كيفية تربية أصناف عديدة من الحيوانات وكيفية تناسلها، ووجدوا طرقاً لمعالجة الغذاء بواسطة التخمير، فقد كانوا يمارسون التقنية الحيوية بالرغم من عدم وعيهم لذلك.وتعنى التقنية الحيوية القيام بعمليات حيوية للحصول على منتجات مفيدة، ويتم إنتاج الخبز مثلاً باستعمال الخميرة وبما أن الخميرة هي عبارة عن كائنات حية دقيقة فانه من الممكن وصف إنتاج الخبز كعملية حيوية ويعتبر إنتاج المشروبات الكحولية عملية مشابهة لذلك، أما صناعة الجبن فهي مثال آخر على ذلك، فقد وجد قبل قرون ان الغشاء المخاطي المستخرج من معدة العجل يعمل على تحويل الحليب إلى خثارة صلبة ومصل اللبن الذي ينفصل عنها، وذلك بسبب أنزيم يسمى " كيمسون" يوجد في ذلك الغشاء المخاطي، ولا تزال هذه العملية الحيوية أساس إنتاج الجبن في أيامنا هذه وكذلك يعتبر إنتاج السلامي والخل واللبن مثالاً على التقنية الحيوية.

    تهجين النبات
    يعتبر تهجين النباتات أحد أوضح الأمثلة لاستعمال علم الأحياء في إنتاج الغذاء حيث تم تهجين النباتات لإنتاج نباتات متنوعة تحمل خصائص أو مزايا معينة مثل طول النبتة ولون تويجياتها، حيث تحمل هذه الصفات في جينات النبات ويتم نقل هذه المزايا إلى النباتات المستقبلية عن طريق التهجين.
    وبسبب تهجين النبات، تختلف المحاصيل المعروفة في الوقت الحالي عن المحاصيل التي زرعها السلف فقد عمل التهجين والتطور في الأنشطة الزراعية على إيجاد تنوع واسع للنباتات وزيادة ضخمة في القدرة الإنتاجية للمحاصيل، ففي بدايات القرن العشرين على سبيل المثال كان إنتاج القمح في بريطانيا يترأوح حول طنين لكل هكتار(عشرة آلاف متر مربع)، وعند نهاية ذلك القرن اصبح كل هكتار ينتج ما يقارب السبعة أطنان من القمح، لكن هذه التطورات لم تحدث بسهولة، لأن كل نبتة تمتلك حوالي 50000 جين ، فالحظ يلعب دوراً فيما إذا كانت كل الصفات المرغوب بها ستنتقل إلى النبتة المستقبلية بدون الصفات غير المرغوبة، لذلك يجب تهجين النبات مراراً وتكراراً لتحقيق المطلوب وذلك من شأنه أن يأخذ سنيناً طويلة، لكن الأمور تتغير....

    تقنية المستقبل
    يستطيع الآن العلماء الباحثون التعرف بشكل دقيق على الجين الذي يتحكم بالصفات المرغوبة فيعملون على استخلاصه ونسخه ومن ثم حقنه في كائن حي آخر الذي سيحمل وسلالته الصفات المرغوبة، وذلك من شأنه ان يعمل على تقصير الوقت الطويل الذي تستهلكه تقنيات التهجين التقليدية.
    يطلق على هذه العملية اسم التعديل الجيني وغالباً ما توصف بالتقنية الحيوية الحديثة فهي أحد التطورات الرئيسية في الوقت الراهن، ويرى البعض أنها تقدم منافع عظيمة ويعتبرونها امتداداً مصقولاً لتقنيات التهجين التقليدية لكن البعض يشكون في ذلك ويرون أنها في الأساس تقنية حديثة تنطوي على مخاطر محتملة لا يمكن التنبؤ بها. ومهما تكون وجهة النظر التي يتبناها الفرد، فما من شك أن التقنية ستمس حياتنا بطرق عديدة كإنتاج الغذاء والعناية الصحية وعدد من التطبيقات الأخرى.

    ما هو عمل الجينات
    تتحكم الجينات بالصفات المنقولة من جيل إلى آخر مثل لون تويجيات الورود أو لون عيني الطفل، وتوجد الجينات في الخلايا التي تركب جسم الكائن الحي ويتم نسخها كلما انقسمت الخلية، وتحدث الوراثة الجينية في جميع الكائنات الحية سواء في الإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات الحية الدقيقة.

    الـ DNA – مفتاح الحياة
    تتركب الجينات من تركيب كيماوي يطلق عليه اسم " DNA " وهو حمض نووي موجود في نواة الخلية ويتركب هذا الحمض بدوره من فتيلين طويلين متشابكين بشكل لولبي ويعرف ذلك باللولب المزدوج، ويتركب كل فتيل من أربعة عناصر أساسية، وتتركب كل الجينات سواءً للحيوانات أو النباتات من كميات متفاوتة من هذه العناصر التي توضع في تسلسل مختلف لتشكل شيفرة، حيث تحدث هذه الشيفرة تعليمات معينة تتبعها الخلايا لإنتاج الخصائص أو الصفات الفردية مثل الطول واللون وهكذا.

    لغة مألوفة
    بكلمات أخرى، العناصر الأساسية الأربعة تشكل لغة مألوفة لجميع أشكال الحياة، فعندما يتم نسخ الجين الذي يحتوي على الشيفرة الخاصة بصفة معينة ويتم حقن النسخة من ذلك الجين في كائن حي آخر، سيكون هذا الكائن قادراً على إنتاج تلك الصفة لأنه "يتحدث" اللغة ذاتها وبذلك يستطيع اتباع التعليمات المشفرة، ولهذا السبب يعمل التعديل الجيني على جعل عملية انتقال الصفات ممكنة بين أنواع مختلفة من الكائنات الحية الدقيقة والنباتات والحيوانات التي لا تستطيع عادة أن تتكاثر مع بعضها البعض.

    لقد أحدث التعديل الجيني تغييرات مهمة في مجال الرعاية الصحية:

    • ساعد التعديل الجيني في تطوير عقار الانترفيرون الذي يحمي الخلايا من فيروسات معينة كما ساعد في تطوير بروتينات تساعد في تخثر الدم وتطوير لقاحات ضد الفيروسات.
    • يمكن حقن الجينات في أجنة الحيوانات وذلك لتوجيه هذه الأجنة لإنتاج عقارات طبيعية تقاوم الأمراض الخطيرة، ومثال على ذلك تنتج النعجة في حليبها عقاراً يمكن استخلاصه لعلاج انتفاخ الرئة
    • ربما تتمكن التقنية الحيوية الحديثة مستقبلاً من المساعدة في مقاومة السرطان وأمراض القلب وأنواع أخرى من الأمراض.

    النبات
    في كل عام تتسبب الحشرات بفقدان حوالي 25% من محاصيل الغذاء في العالم وهي نسبة كافية لتغذية مليار نسمة، ويرى المؤيدون لتقنية التعديل الجيني أن تطوير المحاصيل المعدلة جينياً يمكن أن يقلل هذه الخسارة من مصادر الغذاء، كما يمكن لهذه التقنية تحسين نوعية الغذاء المنتج.

    مقاومة الأوبئة والأمراض
    يتم استغلال التعديل الجيني حالياً لجعل المحاصيل مقاومة للأوبئة والأمراض، ومثالاً على ذلك تعتبر أنواع متعددة من حبوب الذرة التي زرعت بداية في أمريكا الشمالية مقاومة للحشرات التي تثقب الحبوب والتي تستطيع أن تدمر حوالي 20% من المحصول، وقد تغير التعديل الجيني للنبات بحيث اصبح النبات ينتج بروتيناً يساعده في مقاومة تلك الحشرة، وقد كان حوالي 25% من محصول الذرة الأمريكي في عام 2000 قد عدل جينياً بهذه الطريقة.
    يتم تنفيذ أبحاث التعديل الجيني لجعل نباتات البطاطا الحلوة مقاومة لنوع معين من الفيروسات والذي غالباً ما يدمر ثلثي محاصيل البطاطا الحلوة في أفريقيا، ويمكن تعديل نباتات الخيار والخس والطماطم والفلفل لتقاوم نوع مدمر من الفيروسات يعمل على تنقيط أوراقها.

    التحكم بالأعشاب الضارة
    تشكل الأعشاب الضارة تهديداً خطيراً للمحاصيل الغذائية وبالرغم من توفر مبيدات الأعشاب إلا أن استعمالها مقيد، فعند زراعة الصويا على سبيل المثال، لا يمكن استعمال مبيدات الأعشاب ذات النطاق الواسع (التي تقتل نسبة كبيرة من الأعشاب الضارة)، إلا قبل أن يظهر المحصول من التربة، وحالما يظهر المحصول يجب استعمال مبيدات الأعشاب ذات النطاق الضيق وهي مبيدات منتقاة تستعمل لمقاومة الأعشاب الضارة دون إلحاق الضرر بمحصول نبات الصويا.
    لقد تم تعديل أنواع من نبات الصويا جينياً لاحتمال مبيدات الأعشاب ذات النطاق الواسع، لذلك يستطيع المزارعون التحكم بالأعشاب الضارة خلال نمو نبات الصويا ويستطيعون اختيار الوقت الأمثل لرش المبيد، ويدعي البعض انه يجب استعمال كميات اقل من المبيدات ذات النطاق الواسع للتحكم بالأعشاب مقارنة مع المبيدات ذات النطاق الضيق، ويعتبر الاستعمال القليل لمبيدات الأعشاب مفيداً للبيئة كما أن هناك احتمالات لتوفير الطاقة، فاستعمال المحراث الذي يعمل عل الديزل سيقل لأن رش المبيدات يعني رحلات اقل لذلك المحراث في الحقول، ويرى البعض أيضا أن محاصيل الصويا المعدلة جينياً تمتلك قدرة إنتاجية اكبر.

    تلبية حاجة العالم من الغذاء
    ستتضاعف الحاجة العالمية للغذاء بعد جيلين ويزيد في الوقت الحالي الضغط على استغلال الأرض بشكل مطرد، ويرى مؤيدو تقنية التعديل الجيني انه يمكن لهذه التقنية أن تزيد كمية ونوعية الغذاء المنتج بحيث يكون الضرر البيئي أقل.
    ويشك ناقدو هذه التقنية بهذه الادعاءات ويرون أن تلبية حاجة العالم من الغذاء تعتمد على الحلول السياسية.

    القيمة الغذائية المحسنة
    الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين:

    في الكثير من الدول يعتبر نقص البروتين سبباً رئيساً لسوء التغذية ، ويمكن للتعديل الجيني أن يعزز احتواء المحاصيل مثل الأرز على البروتين.

    الأغذية التي تحتوي على نسب أعلى من الفيتامينات والمعادن:
    يمكن تعديل بعض الخضار والفواكه لتحتوي على مستويات أعلى من العناصر الغذائية مثل فيتامين ج و د ، أما المعدل لزيادة احتوائه على عناصر الحديد وفيتامين "أ" فهو على وشك أن يتم تسليمه للدول النامية.

    الخضار والفواكه التي تدوم لوقت أطول:
    يمكن التعديل الجيني إنتاج فواكه تدوم لفترة طويلة، وقد كانت الطماطم من نوع " فليفر سيفر" هي أول طعام معدل جينيا يباع في الولايات المتحدة، وكان أول طعام معدل يصل إلى بريطانيا هو نوع من الطماطم يزرع في ولاية كاليفورنيا حيث يتم تحويله إلى رب البندورة، وقد تم أيضا إنتاج التفاح والتوت الأسود والبطيخ بهذه الطريقة التي يمكن نقلها للخضار والفواكه الأخرى.

    أمثلة إضافية
    • يمكن للتعديلات الجينية ان تتضمن ما يلي:
    • الحبوب التي تحتوي على الزيت كالذرة وفول الصويا والتي تم تعديلها جينياً لتغيير محتواها من الدهن وتغيير تركيبها.
    • الفستق الذي تم تعديله بحيث لا يسبب تفاعلات قد تهدد حياة من لديهم حساسية للبروتينات التي يحتويها.
    • القمح المعدل يكون خالياً عن الغلوتين (مادة بروتينية لزجة) مما يشكل منفعة للأشخاص الذين يعانون من مرض التجويف البطني.
    • الموز وأنواع أخرى من الفواكه التي يتم تعديلها لتحتوي على أمصال ضد أمراض الكوليرا والتهاب الكبد.

    تطورات مستقبلية ممكنة:

    مقاومة القحط:
    يمكن للنباتات المقاومة للقحط ان تعمل على تمكين المزارعين من إطالة موسم الزراعة وزيادة عدد الأماكن التي يمكن للنباتات النمو فيها، ويعتبر توفر المياه عاملاً مقيداً أينما تنمو النباتات حتى في بريطانيا، فهذه المشكلة لا تقتصر على الدول الحارة.

    تنظيم النيتروجين:
    يحتاج النبات للنيتروجين كي ينمو وتقوم بعض أنواع البكتيريا الموجودة في جذور البازلاء والفاصولياء بأخذ النيتروجين من الهواء وتحويله أو تنظيمه لاستغلاله في نمو النبات، ويحاول بعض العلماء استعمال تقنية التعديل الجيني بحيث تعيش هذه البكتيريا في جذور محاصيل الحبوب لكي تكون مصدراً جاهزاً من السماد، ويعبر ذلك اقل تكلفة واكثر محافظة على البيئة من أنواع السماد المستخدمة حالياً.

    أضرار الصقيع:
    يمكن للصقيع أن يدمر محاصيل كثيرة، ولا يزال العمل جارياً على إنتاج نباتات تمتلك تقنية داخلية لمنع ضرر الصقيع، وتتضمن إحدى الإمكانيات استخدام جينات الأسماك التي تمكنها من تحمل البرد الشديد، لكن عملية نسخ جينات الحيوانات ونقلها للنبات مثيرة للجدل، ويبقى ذلك معلقاً حتى نرى إذا كان مقبولاً للعامة.




    التعديل الجيني للمحاصيل الرئيسية:
    ملخص للتطورات الحالية:
    التعديل المحصول
    مقاومة الأمراض والحشرات التفاح
    إزالة الكافيين القهوة
    مقاومة الحشرات واحتمال مبيدات الأعشاب حبوب الذرة
    النضج البطيء البطيخ
    احتمال مبيدات الأعشاب وتعديل تركيب الزيت فيه اللفت ذو الحبوب الزيتية
    مقاومة الفيروسات البامية
    مقاومة الفيروسات والحشرات و الاحتواء على كمية اكبر من النشا البطاطا
    زيادة الحديد وفيتامين أ الأرز
    تحمل مبيدات الأعشاب ومقاومة الحشرات المحاصيل الخضراء مثل ألخس
    تحمل مبيدات الأعشاب ومقاومة الفيروسات وتعديل تركيب الزيت فيه فول الصويا
    تحمل مبيدات الأعشاب ومقاومة الفيروسات الشمندر
    تعديل تركيب الزيت عباد الشمس
    مقاومة الفيروسات البطاطا الحلوة
    زيادة المادة المقاومة للتأكسد الطماطم
    تحمل مبيدات الأعشاب وتعديل أنواع النشا القمح


    الكائنات الحية الدقيقة
    لقد استعملت عبر التاريخ الكائنات الحية الدقيقة مثل الخميرة وأنواع من الفطريات تسبب العفن لإنتاج أنواع مختلفة من المشروبات والأغذية، فعلى سبيل المثال تعطي بعض أنواع الفطريات اللون الأزرق لأنواع من الجبن مثل الستيلتون والجورجونزولا.
    وقد تم تعديل الكثير من الكائنات الحية الدقيقة جينياً وخاصة تلك التي تستعمل لإنتاج الأنزيمات بحيث يتم استغلالها في معالجة نسبة كبيرة من الأغذية والمشروبات، وعلى سبيل المثال فقد تم تحديد الشيفرة الجينية لأنزيم الكيموسين الموجود في غشاء معدة العجل والمسؤول عن تخثر الحليب وتم نسخه في خلايا الخميرة، حيث تعمل هذه الكائنات الدقيقة على إنتاج كيموسين نقي ومطابق لأنزيمات الحيوانات، وهذا يعني انه يمكن صنع الجبن بدون استعمال غشاء معدة الحيوان مما يجعل الجبن مقبولاً للنباتيين.

    حيوانات الحقول
    يقل التعديل الجيني تطوراً في عالم الحيوان عنه في عالم النبات بالإضافة لكونه مثيرا للجدل بشكل كبير، ويدعي مؤيدو تقنية التعديل الجيني انه يمكن لهذه التقنية أن توجد عدداً من الفوائد التي لا تقتصر على الإنسان فقط بل الحيوان أيضا ومثالاً على ذلك:
    • يتم تطوير الأمصال المعدلة جينياً من اجل حماية المواشي والخنازير والدواجن من عدد من الأمراض الخطيرة.
    • سيكون من الممكن في المستقبل تحسين نوعية اللحوم والحليب والصوف وتعزيز مقاومة الأمراض، فقد تم التعرف على بعض الجينات المسؤولة عن هذه الصفات.
    • يمكن لتقنية التعديل الجيني أن تزيد كمية الغذاء التي نحصل عليها من الحيوانات، فعلى سبيل المثال، يتم الآن تطوير نوع من الأسماك " تيلابيا " لتكون اكبر حجماً وأسرع نمواً، ويمكن لهذه الأسماك أن تكون ذات فائدة في بعض المناطق في أفريقيا حيث تتوافر مصادر البروتين بشكل محدود نسبياً ، كما تم تطوير اسماك "السلمون" المعدلة جينياً كي تنمو بشكل سريع.

    يرى بعض هذه التطورات المحتملة كامتداد لتقنيات الزراعة المكثفة الرامية لإنتاج كميات اكبر من الغذاء، ويرى البعض الآخر أنها خطأ متأصل من شأنه أن يسبب أضراراً بيئية سلبية.

    الاستنساخ
    لقد عملت تقنية الاستنساخ على جلب الأنظار، وببساطة هي ما يحدث عندما تنقسم الخلية لتنتج خلايا أخرى من نفس النوع، وتتكاثر الخميرة والبكتيريا والكائنات الحية البسيطة بهذه الطريقة.
    في الاستنساخ التوالدي، تؤخذ الخلايا من حيوان ناضج ويتم تهذيبها مخبرياً، حيث تتم إزالة المادة الجينية من أحد هذه الخلايا وتزرع في بويضة منزوعة المادة الجينية، ثم تزرع هذه البويضة في الأم الحاضنة حيث تنمو بدون الحاجة لتلقيحها بواسطة الحيوان المنوي، وقد كانت النعجة دولي التي ولدت عام 1996م أول مثال للاستنساخ التوالدي.
    يمكن للمزارعين باستخدام هذه التقنية أن يمنحوا قطعانهم التركيب الجيني للحيوانات التي تحمل الصفات المرغوبة مثل الإنتاج الأكبر للحليب والنوعية الأفضل للحوم وذلك دون الحاجة للتكاثر مع حيوانات تحمل هذه الصفات، ولكن ليس لهذه التقنية أي تطبيقات عامة في مجال الزراعة حيث أنها مكلفة جداً، وبينما يبدو الإنتاج البدني للحيوان المستنسخ بسيطاً من ناحية نظرية ، إلا أن ذلك صعب جداً من ناحية تطبيقية.
    يعتبر هذا التطبيق لتقنية التعديل الجيني والتقنيات الأخرى اكثر القضايا إثارة للجدل، ويرى البعض أن هناك تفريقاًَ واضحاً بين المحاصيل المعدلة والحيوانات المعدلة، وستكون هناك حاجة لحوار عام يؤخذ بعين الاعتبار لتقرير ما إذا كان الممكن مقبولاً أم لا.

    هل هذا آمن؟
    يجادل بعض مناوئي تقنية التعديل الجيني أننا لا نعي هذا العلم بما فيه الكفاية وان الجينات المتغيرة قد تؤدي إلى مشاكل لا يمكن التنبؤ بها لأجيال المستقبل.
    ويدعي مؤيدو هذه التقنية أن هناك قيود صارمة حيث يتم فحص كل منتج معدل جينياً بشكل شامل لتبين أي اختلاف بينه وبين نظيره التقليدي ، وبالإضافة لذلك تستعمل هذه التقنية الجينات فقط من اجل الحصول على صفة محددة، لذلك فإنها أدق بشكل كبير من أسلوب التجربة والخطأ الذي يتبناه التناسل التقليدي للنبات والحيوانات.

    ما هي القوانين الموجودة؟
    هناك قانون في بريطانيا يسمى قانون أمن الغذاء الذي ينص على أن الغذاء يجب أن يكون مناسباً للاستهلاك، أي أن لا يضر بالصحة لكونه غير مناسب أو فاسد.
    هناك أيضا مجموعة من إجراءات الحماية التي تحكم استعمال التعديل الجيني في الغذاء أو في مركباته، وتعمل قوانين الغذاء الجديد ومركباته لعام 1997 على تطبيق قانون المجلس الأوروبي حول الغذاء الجديد الذي ينص على حتمية فحص الغذاء الجديد ومركباته قبل ان يدخل السوق وذلك للحماية.
    يتم فحص الأغذية في بريطانيا من قبل عدة لجان كانت فاعلة قبل تطبيق القانون الأوروبي، وتتألف هذه اللجان من خبراء مستقلين بما فيهم من ممثلي المستهلك، وهؤلاء مسؤولون عن تقديم النصيحة للوزراء بما يخص سلامة المحاصيل ومركبات الغذاء، وتعتبر وكالة مقاييس الغذاء المستقبل الأساسي لتلك النصيحة وذلك يشكل جزءً من مسئوليتها الاستراتيجية في إبداء النصح حول الأغذية المعدلة جينياً.

    ماذا عن البيئة؟
    إن مصدر القلق الأساسي هو احتمالية انتقال الجينات التي تزرع في النباتات إلى كائنات حية أخرى مما يؤدي إلى عواقب غير مرغوبة، وعلى سبيل المثال هناك من يجادلون بأن المحاصيل التي تحتمل مبيدات الأعشاب يمكنها أن تتلقح مع القمح مما ينتج حبوب قمح صلبة مقاومة لمبيدات الأعشاب، لذلك فان إبادة محصول القمح في المزرعة سيؤدي إلى تقليل مصادر الغذاء للطيور البرية والحيوانات.
    وهناك قلق في جانب المستهلكين والمزارعين يفيد بأن جعل المحاصيل مقاومة لمبيدات الأعشاب من شأنه أن يزيد من استهلاك هذه المبيدات، حيث ستقاوم المحاصيل المستقبلية كميات اكبر من المبيدات.
    ومن وجهة أخرى، يجادل مؤيدو التقنية الحيوية بأن هناك قواعد صارمة للحماية من هذه الاحتمالات، ويجادلون بأن تطوير النباتات المعدلة جينياً يعني تقليل استعمال المبيدات المضرة بالبيئة.

    ما هي القوانين الموجودة ؟

    القوانين البريطانية:
    • قوانين عام 1992 حول استعمال الكائنات الحية الدقيقة المعدلة جينياً (في الغذاء مثلاً).
    • قوانين عام 1992 حول استخدام الكائنات الحية الدقيقة المعدة جينياً (للنباتات كي تقاوم الحشرات أو الأعشاب).

    تساعد هذه القوانين التعليمات الأوروبية على مراقبة التجارب المخبرية وتجارب استعمال تلك الكائنات في الحقول كما تساعد على مراقبة الاستعمال التجاري لها، أما الجهات الضابطة لذلك فهي وزارة الصحة والمواصلات والحكومة المحلية التي يتم إرشادها من قبل لجنة الإرشاد ضد إصدار الانبعاثات للبيئة (ACRE) والتي تعد مسؤولة عن فحص كافة التطبيقات التي من شأنها إصدار كائنات حية دقيقة معدلة إلى البيئة في بريطانيا، واحد مخاطر الفحص يتعلق بتجارب استعمال تلك الكائنات في الحقول، ومع ان التجارب مضبوطة بشكل صارم إلا أنها مثيرة للجدل.

    وفيما يلي عرض لبعض الجهات الإرشادية فيما يتعلق بالقضايا البيئية:
    تقوم لجنة التقنية الحيوية للبيئة والزراعة ( ACBC) بتزويد الحكومة بالإرشادات الاستراتيجية، حيث تركز هذه اللجنة على قضايا التقنية الحيوية التي تؤثر على الزراعة والبيئة وذلك يتضمن فحص الجينات المستخدمة وفحص التطورات التقنية الحيوية على الحيوانات.
    في الوقت الحاضر، يتم تنفيذ التجارب في الحقول لتقييم تأثير المحاصيل المعدلة جينياً على البيئة في بريطانيا، وقد اتفق المزارعون ومسئولو صناعة التقنية الحيوية مع الحكومة على عدم زراعة المحاصيل المعدلة جينياً لأغراض تجارية إلا بعد انتهاء تلك التجارب.
    وبالإضافة لذلك فقد تعهدت الحكومة بأن يكون عمل اللجان الإرشادية اكثر شفافية وأن تؤخذ مصالح المستهلكين بعين الاعتبار، وذلك عن طريق تمثيل اللجان والاستشارة العامة، وان مدى إدراك المستهلكين لذلك هو عامل أساسي فيما إذا كانوا سيقبلون تلك التقنية أم لا.

    ماذا عن ملصق المعومات؟
    يعتبر ملصق المعلومات الذي يوضع على المنتجات طريقة أساسية لتعريف المستهلك بالمواد والمحتويات التي تم تعديلها جينياً، حيث تستجيب شركات التصنيع والبائعون لرغبة المستهلك في معرفة هذه المعلومات، لكن هناك مشاكل معقدة كثيرة تحتم إيجاد أسس قانونية ملزمة التي من شأنها أن تستغرق وقتاً طويلاً، ومن الضروري أن يتم إقرار هذه الأسس على المستوى الأوروبي الذي سيضيف بدوره أبعادا جديدة للقضية ويعمل على تأخيرها، وبالرغم من ذلك فقد كان هناك تقدماً وأساساً مبدأياً في المكان المناسب.
    أما القانون الأوروبي الذي يتحكم بإلصاق المعلومات على منتجي الصويا والذرة المعدلين جينياً فانه ينص على وجوب إلصاق المعلومات على أي منتج غذائي يحتوي على بروتين معدل أو حمض نووي معدل من محاصيل الذرة والصويا المعدل جينياً، وقد تسري هذه الاحتياطات على أي محتويات معدل جينياً يتم إقرارها من قبل المجلس الأوروبي في المستقبل، كما أن هذا القانون يعمل على إصدار قائمة سلبية للمنتجات، ويهدف ذلك إلى تحديد المنتجات المشتقة من محاصيل الذرة والصويا المعدل جينياً والتي لا تحتوي بروتين أو حمض نووي معدل، فعلى سبيل المثال، سيتم إعفاء بعض المنتجات من عملية إلصاق المعلومات مثل زيت الصويا والذرة المصفى والجلوكوز المشتق من قشرة الذرة.
    أن ضرورة إلصاق المعلومات على أي منتج يحتوي على البروتين أو حامض النووي المعدلين صارمة جداً، ويعتبر ذلك هجراً للقوانين السابقة التي تستلزم فقط إلصاق المعلومات على المنتج إذ لم يعد هذا المنتج مكافئ لنضيره التقليدي، أي عند اختلاف قيمته الغذائية أو استعماله مثلاً، ومن ناحية أخرى تعكس عملية إحكام القوانين الطلب الموسع للمستهلكين.
    وبالرغم من ذلك، لم يسد هذا القانون بعض الثغرات، فقد تركت المواد المضافة والمنكهة خارج نطاق المنتجات التي يجب إلصاق المعلومات عليها وقد تعرض ذلك للنقض بالإضافة إلى انه يستلزم قوانين جديدة تغطي المواد المضافة والمنكهة وتناقش القضية المعقدة المتعلقة بالحفاظ على طبيعة مركبات الغذاء.

    الحفاظ على طبيعة مركبات الغذاء:
    يحاول بعض المستهلكين الحصول على المنتجات الغذائية الخالية من المركبات المعدلة جينياً ، فعندما تم حصاد المحاصيل الأولى من الذرة والصويا المعدلة وتم نقلها ومعالجتها مع المحاصيل التقليدية، كان من الصعب القيام بفصل المركبات الطبيعية من المركبات المعدلة جينياً عندما وصلت إلى بريطانيا للمرة الأولى في عام 1996 من الولايات المتحدة، وقد قام التجار والمصنعون بإنشاء أماكن لتزويد المحاصيل حيث تفصل المحاصيل التقليدية من تلك المعدلة جينياً وذلك تلبية لرغبة المستهلك وقامت إحدى الدوائر المختصة بجودة الطعام والعاملة مع قطاع التجارة بتطوير اتحاد "جونيت بريتيش" لتزويد منتجات الصويا والذرة التقليدية (الغير معدلة جينياً)، ويعتبر اتحاد الشركات هذا معروفاً على مستوى عالمي.
    ومن ناحية أخرى وبسبب التعقيد في سلسلة مركبات الغذاء قد تكون هنالك حالات من الخلط البسيط وغير المقصود للمركبات المعدلة جينياً مع المركبات الطبيعية، ولذلك فقد أسس المشرعون الأوروبيون "مستوى محدداً" لاحتواء عمليات الخلط هذه، ولا تزال الحاجة قائمة لإلصاق المعلومات على المركبات المعدلة جينياً ما دام اكثر من 1% من مركبات الغذاء هي من اصل معدل جينياً وما دام هناك جهود كافية ترمي للحفاظ على سلسلة منفصلة من المصادر الطبيعية للغذاء.
    وبشكل علمي يتوقع أن يتم الحفاظ على شبه اختلاط المادة المعدلة جينياً مع مصادر المحاصيل الطبيعية لتكون اقل من 1% وهي النسبة التي يحددها المستوى المحدد، ومع أن المركبات التي تحتوي على المواد المعدلة جينياً تشكل نسبة ضئيلة من الغذاء إلا أن كمية المادة المعدلة جينياً في الغذاء ستكون جزءاً من نسبة 1% المحددة ، ومع ذلك فان القوانين لن تدعم الادعاءات غير الخاضعة للرقابة والتي تصدر عن مؤسسات التعديل الجيني، حيث ستكون هذه الادعاءات عرضة للمعايير شديدة سيتم تأسيسها على المستوى الأوروبي.
    في الحالة التي لا يوجد فيها سلسلة من مصادر الغذاء الطبيعي، يجب إلصاق المعلومات على الغذاء المحتوي على البروتين والحمض النووي المعدل، وذلك من شأنه ان يمكن سلسلة الغذاء من تخيير المستهلك بين المواد الخام التقليدية وبين المواد المعدلة جينياً، فبالرغم من الجهود الهادفة لمنع الاختلاط إلا انه قد يحدث أحيانا.

    تقنية التعديل الجيني وتغذية الحيوانات
    لا يرغب المستهلكون في شراء الأغذية التي تم إنتاجها من الحيوانات التي تغذت على مركبات معدلة جينياً عوضاً عن تجنبهم شراء الأغذية المعدلة جينياً، لكنه يبدو أن البعض يقبلون استعمال هذه المركبات في تغذية الحيوانات إذا تمت معالجتها عن طريق عمليات منظمة.
    في الواقع، لا تستلزم القوانين الحالية إلصاق المعلومات التي تشير إلى أن الأغذية تم اشتقاقها من حيوانات تغذت على مركبات معدلة جينياً وعلى أي حال، فقد بدأ بعض المصنعين والتجار طوعاً بتزويد هذه المعلومات في الملصقات وذلك استجابة لاهتمامات المستهلكين.

    من يجب أن يمتلك الحقوق؟
    تعمل قوانين الامتياز على حماية الاختراعات لعدد معين من السنين حيث لا يسمح لأي جهة لتقليد أو استعمال الاختراع خلال هذه الفترة إلا عن طريق رخصة بذلك والتي يدفع مقابلها مبلغاً من المال، فه من المفروض أن تتضمن تلك القوانين الغذاء المعدل جينياً؟

    تخدم قوانين براءة الاختراع ما يلي:
    • تعمل قوانين حماية الاختراع على تمكين المخترعين من استعادة ما استثمروه في البحث والتطوير وبدون ذلك سيكون هناك تمويل قليل جداً للأبحاث.
    • يعتبر نشر تفاصيل الاختراع شرطاً مسبقاً لحماية الاختراع، وبدون ذلك ستبقى كثير من الاختراعات سرية ما من شأنه أن يقلل سرعة تطور العلم.

    تعتبر قوانين براءة الاختراع ضد ما يلي:
    • لا تعتبر الجينات اختراعاً ولذلك ليس من المفروض أن تكون موضوعاً لحقوق الاختراع.
    • لا يمكن للقليل ممن تحملوا تكاليف تطوير الغذاء المعدل أن يتحكموا بمصادر الغذاء، فيجب أن يتوفر الغذاء للجميع.
    • تقتصر براءة الاختراع على جلب المنفعة للدول المتطورة فقط، فمن حق الدول النامية أن تحصل على هذه التقنيات الحديثة الهامة.

    أما على المستوى الأوروبي، فقد تم تبني توجه في يونيو عام 1998 للحماية القانونية للاختراعات التقنية الحيوية، حيث يمنح هذا التوجه براءة الاختراع للجينات والحيوانات والنباتات المعدلة جينياً، إلا أن اكتشاف الوظيفة المحددة لجين معين مثلاً لا تمنح براءة اختراع، أما بالنسبة لمنح براءة الاختراع على الحيوانات، فيوجد هناك "قضية أخلاقية" حيث يجب على المخترعين موازنة مدى معانات الحيوانات مع منفعة الإنسان والطب البيطري، ولا تزال هذه القضية موضع جدال ساخن.

    هل ستستفيد الدول النامية
    تخدم هذه القضية ما يلي:
    • يمكن تكييف المحاصيل خصيصاً كي تتماشى مع الممارسات والظروف الزراعية المتنوعة ويمكنها أن تجلب قيمة غذائية اكبر وكذلك مستوى دخل أعلى.
    • يمكن للمحاصيل المنتجة للطاقة أن توفر المصادر الطبيعية للطاقة، وبذلك تعمل على حماية البيئة.

    هذه القضية ضد ما يلي:
    • تستطيع المحاصيل المعدلة جينياً أن تقلل اعتماد الدول المتطورة على محاصيل الدول النامية، وذلك من شأنه أن يسبب خسارة كبيرة في التجارة وانهيار اقتصادي حاد في الدول النامية.
    • ويشك البعض فيما إذا كانت الدول النامية ستنتفع أم لا.

    إن ذلك يخلق مسائلاً تجارية وسياسية وأخلاقية وذلك ليس بجديد بالنسبة للتقنية الحيوية الحديثة، ويجب ان يسوى ذلك على المستوى الحكومي لضمان انتفاع كافة الأطراف من هذه التقنية.

    ماذا عن التنوع الحيوي؟
    هناك قلق من أن الاستخدام الواسع لتقنية التعديل الجيني سيقلل من تنوع المحاصيل المزروعة كما سيحد من تنوع النباتات والحشرات التي تتغذى عليها، وذلك سيحد من مقدار أو مجموع الجينات الذي انخفض بعض الشيء بفعل تقنيات الزراعة الحديثة وهناك مخاوف من ان تتفاقم المشكلة بسبب توفر المحاصيل المعدلة جينياً، ويتم بعض العينات من أنواع النباتات في "بنوك الجينات" حتى لا تخسرها الأجيال المقبلة، وعلى أي حال وبفعل الازدياد المطرد على استغلال الأرض، لم تعد مسألة الحفاظ على التنوع الحيوي للبيئة مشكلة.
    يمكن إيجاد المزيد من المعلومات حول التنوع الحيوي والدول النامية في جزء المحاصيل المعدلة جينياً والبيئة.

    هل ذلك أخلاقي؟
    يقبل البعض بفكرة التعديل الجيني للنباتات، بينما لا يوافق الآخرون مع كافة أشكال التعديل الجيني وذلك على أساس انه لا يجب التلاعب في الطبيعة، ويعارض البعض بشكل خاص إمكانية نقل الجينات من الإنسان والحيوان إلى أنواع أخرى من الحيوانات والنباتات، أما الإجماع الحالي بين العلماء فانه يبين أن استعمال جينات الإنسان في إنتاج الغذاء ممكن نظرياً ولكنه صعب جداً ليطبق بشكل عملي، ويعتبر استعمال جينات الحيوانات في الغذاء مرجحاً اكثر لكنه يعتمد على قبول المستهلك لذلك، ويشير البعض إلى انه لا يتم نقل الجين الأصلي إلى الكائن الدقيق المعدل وإنما يتم نقله نسخة عن ذلك الجين، وهذا من شأنه أن يجعل التقنية اكثر قبولاً.

    مصادر الإرشاد الأخلاقي
    لقد أخذت هذه القضايا بعين الاعتبار عام 1998 من قبل اللجنة الأخلاقية للتعديل الجيني للغذاء برئاسة "د.جون نولكنغ هورن" وقد وجدت هذه اللجنة أن غالبية الفئات المسيحية واليهودية بشكل عام تقبل التعديل الجيني بينما يجد المسلمون والسيخ والهندوس اعتراضات أخلاقية لاستعمال الكائنات الحية الدقيقة التي تحتوي على جينات الحيوانات التي لا يأكلونها لأسباب دينية، وكذلك يعارض النباتيون المتشددون مزج الجينات الحيوية في النباتات، ولذلك توصي اللجنة الأخلاقية إلصاق المعلومات على الأغذية للسماح لتلك المجموعات بالاختيار الواضح، وقد اصبح ذلك من ضرورات القوانين الأوروبية للأغذية الحديثة.
    تحتوي بعض اللجان المرشدة للحكومة على علماء أخلاق، وتتلقى الحكومة الإرشاد من مجموعات مستقلة مثل مجلس الأخلاق الحيوية ووكالة معايير الغذاء ومجلس التقنية الحيوية البيئية والزراعية.

    الثروة الحيوانية
    يوجد للثروة الحيوانية أيضا أبعادا أخلاقية، حيث أن بعض المستهلكين قلقون من أن زيادة إنتاج الحيوانات أو تكيفهم للتأقلم مع فئات مختلفة قد يؤدي إلى محنة كبيرة لتلك الحيوانات وان ما يوضح قلق المستهلكين هذا هو الخلاف حـــول محاولة زيادة إنتاج الحليب باستعمال هرمون النمـو "بوفين سسوماتوتروبين"، ويصر مؤيدو الثروة الحيوانية أن هناك واجبات أخلاقية تحتم على الإنسان الاهتمام بالحيوان وتقدير جوهرها القيم، لذلك يجب أن يتناسب إنتاج الغذاء مع المعايير المعروفة للثروة الحيوانية سواء كان ذلك الغذاء معدلاً جينياً أم لا.

    الخاتمة
    يمكن العمل على حل بعض المشاكل المشار إليها سابقاً عن طريق توفير معلومات اكثر للمستهلك، أما القضايا الأخرى فهي مسألة رأي وتحتاج لمزيد من المناقشة، أما الجدل حول التعديل الجيني بين الحكومات والعلماء والصناعة والمستهلكين فأنه ماضيٍ في طريقه في بريطانيا وفي العالم ككل، ويجب أيضا القيام بعدد اكثر من المناقشات الصريحة والواسعة لمداولة القلق المستمر للمستهلكين.


    ما هي "المعالجة المتكاملة للآفات" (IPM)؟
    المعالجة المتكاملة للآفات هي أسلوب فعال وحساس للبيئة لمعالجة الآفات ويعتمد على دمج للتطبيقات المنطقية، حيث يستعمل هذا الأسلوب معلومات حديثة وشاملة عن دورات الحياة الحشرة المسببة للآفة وتفاعلها مع البيئة، ثم يربط هذه المعلومات مع الوسائل المتوفرة للتحكم بالآفات لمعالجة أضرارها بأكثر الوسائل اقتصاداً وبأقل مخاطرة ممكنة بحياة الناس والممتلكات والبيئة، ويستغل برنامج المعالجة المتكاملة للآفات كافة الخيارات لمعالجة هذه الآفات بما في ذلك استعمال المبيدات وخيارات أخرى.
    إن وعي حاجات الحشرات أساسي لتطبيق ذلك البرنامج بشكل فعال، فالحشرات تبحث عن الأماكن التي توفر الحاجات الأساسية كالهواء والرطوبة والغذاء والمأوى، لذلك من الممكن منع ظاهرة تجمعات الحشرات عن طريق إيجاد بيئة لا تساعد على العيش وذلك بإزالة أحد العناصر الرئيسية التي تحتاجها الحشرات لتعيش، ويمكن أيضا معالجة الحشرات بوسائل أخرى كالمصائد مثلاً والمبيدات الحشرية، لذلك يعتبر فهم حاجات الحشرات ضروري قبل البدء في العمل.

    فيما يلي مثال لكيفية تبني برنامج معالجة الحشرات المتكاملة في المدارس:
    الخطوة الأولى: تطوير بيان للسياسة الرسمية لمعالجة الحشرات في المدارس يجب أن يوضح هذا البيان رغبة المدرسة في تطبيق برنامج المعالجة المتكاملة للحشرات، ويجب أيضا باختصار ما هو متوقع من دمج الخدمات المتوفرة مع هذا البرنامج وما هو متوق من التعليم ومن انخراط التلاميذ والموظفين ومطبقي البرنامج , هناك نموذج لهذا البيان في" صورة" ويمكن تعديله من قبل أي مدرسة بأي شكل ليعكس رغبات خاصة أو حاجات لها علاقة في الموقع.

    البيان النموذجي
    بيان لسياسة المدرسة في معالجة الحشرات.
    يمكن للحشرة أن تسبب مشاكل كثير للناس وممتلكاتهم وللبيئة على حد سواء، ومن شأن المبيدات الحشرية ان تسبب المشاكل ذاتها أيضا، لذلك فان من سياسة المدارس في هذه المنطقة ان تعمل على المساهمة في برنامج المعالجة المتكاملة للحشرات للتحكم بالحشرات.

    الحشرات
    الحشرات هي تجمعات للكائنات الحية كالحيوانات والنباتات و الكائنات الحية الدقيقة التي تتدخل في استغلال موقع المدرسة كما تتدخل في الأهداف الإنسانية، وستتأثر عمليات معالجة تجمعات الحشرات بأصناف مختلفة من الحشرات وستتأثر بما إذا كانت تلك الحشرات تشكل تهديدا للإنسان والممتلكات والبيئة.

    معالجة الحشرات
    يجب أن يتم تطوير الخطط المتفق عليها لمعالجة الحشرات في هذا الموقع ويجب أن تتضمن أي أساليب معالجة يتم اقتراحها .

    أهداف معالجة الحشرات
    • تقليل أي اختار محتملة على صحة الإنسان أو الحماية العامة من تهديدات خطيرة.
    • منع الخسارة أو إلحاق الضرر بممتلكات المدرسة.
    • منع الحشرات من الانتشار في المجتمع أو منعها من الانتشار إلى النباتات والحيوانات خارج نطاق هذا الموقع.

    منفذو برنامج المعالجة المتكاملة للآفات
    سيعمل هؤلاء المنفذون على تقدير الوقت المناسب لمعالجة الحشرات وما إذا سيتم استعمال أساليب حيوية أو تقليدية أو كيماوية أو فيزيائية أو ميكانيكية في ذلك، فهم يعتمدون على معلومات شاملة حول الحشرات وافضل وسائل التحكم المتوفرة فيها، فان تطبيق مبادئ المعالجة المتكاملة للآفات يمنع وقوع ضرر ونشاط للحشرات على مستوى عالي عن طريق اقل الطرق مخاطرة بحياة الناس والممتلكات والبيئة أكثرها اقتصادا.

    سيتوقف خيار استعمال المبيدات الحشرية على مراجعة شاملة لكافة الخيارات الأخرى وعند الإثبات أن تلك الخيارات غير مقبولة أو غير عملية, ولن تكون اعتبارات التكلفة أو التزويد تبريرا كافيا لاستعمال عوامل التحكم الكيميائية حيث سيتم تطبيق أساليب غير كيميائية لمعالجة الحشرات كلما كان ذلك ممكنا من اجل التحكم المرغوب بهذه الحشرات، فان من سياسة المدرسة في هذه المنطقة أن تستعمل مبادئ المعالجة الكاملة للآفات لكي تعالج تجمعات الحشرات بكفاءة وستؤخذ كافة الخيارات الأخرى لمعالجة الحشرات بعين الاعتبار.

    وعندما يصبح مؤكدا انه يجب استعمال المبيدات الحشرية لتلبية أهداف المعالجة الضرورية، سيتم استعمال المواد الأقل خطرا، ويعتبر تطبيق استعمال المبيدات الحشرية موضوعا مهم القانون الفدرالي لاستعمال مبيدات الحشرات والفطريات والقوارض كما يهم إجراءات وسياسات منطقة المدرسة، وقوانين وكالة حماية البيئة، وقوانين الرعاية الصحية والقوانين الحلية والدولة.

    التثقيف
    سيتم تثقيف الطلاب والعاملين ومديري برنامج المعالجة وجمهور بشكل عام حول مشاكل محتملة للحشرات في المدارس وحول سياسات وإجراءات برنامج المعالجة المتكاملة للآفات لكي يستغل لتحقيق الأهداف المرجوة للمعالجة.

    الحفاظ على السجلات
    يجب أن تحفظ سجلات استعمال المبيدات الحشرية في الموقع وذلك لتلبية ما تستلزمه الوكالة المنظمة في الدولة وهيئة المدارس، ويجب أن تكون السجلات دقيقة وحديثة حتى يتسنى العمل لبرنامج المعالجة، وكذلك يجب الحفاظ على معلومات مراقبة الحشرات التي توضح عدد الحشرات وتحتوي على مؤشرات حول تجمعات الحشرات وذلك من اجل تأكيد الحاجة للمعالجة.

    إيعاز
    تعتبر المدرسة في هذه المنطقة مسؤولة عن إشعار العاملين والطلاب بالمعالجات لمبيدات الحشرات، حيث يتم عرض ذلك في مناطق محددة في المدرسة ويرسل إلى الآباء الذين يرغبون بأن يتم إخبارهم مسبقا عن تطبيقات استعمال المبيدات الحشرية.

    تخزين المبيدات الحشرية وشرائها
    يقتصر بيع المبيدات الحشرية على الكمية التي يسمح باستعمالها خلال سنة واحدة، ويتم تخزين هذه المبيدات والتصرف بها بما يتناسب مع قوانين الدولة ومع التعليمات المسجلة لإلصاق المعلومات، كما يتم حفظها في أماكن آمنة ومناسبة بحيث لا يسمح بدخولها للطلاب أو الأشخاص غير المخولين لذلك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:30 am