منتديات التاسع 1

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات التاسع 1

علاء & رمضان


    حِكَم وأسرار من قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

    الدب الثلجي
    الدب الثلجي


    عدد المساهمات : 270
    نقاط : 5955
    تاريخ التسجيل : 22/04/2010
    العمر : 28
    الموقع : خانيونس _ البلد

    حِكَم وأسرار من قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} Empty حِكَم وأسرار من قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

    مُساهمة  الدب الثلجي الإثنين مايو 03, 2010 2:26 am


    حِكَم وأسرار من قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حِكَم وأسرار من قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

    قال الإمام ابن القيم رحمه اللهفي هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد:

    فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه،
    لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛
    لعدم علمه بالعواقب، فان الله يعلم منها مالا يعلمه العبد،

    ومن أسرار هذه الآية:

    أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور، والرضا بما يختاره له ويقضيه له
    لما يرجو فيه من حسن العاقبة.

    ومنها :
    أنه لا يقترح على ربه ، ولا يختار عليه ، ولا يسأله ما ليس له به علم ،
    فلعل مضرته وهلاكه فيه وهولا يعلم ، فلا يختار على ربه شيئًا؛
    بل يسأله حسن الاختيار له ، وأن يرضِّيه بما يختاره، فلا أنفع له من ذلك !

    ومنها:
    أنه إذا فوَّض إلى ربه ورضي بما يختاره له، أمدَّه فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر،
    وصرف عنه الآفات التي هي عُرْضة اختيار العبد لنفسه،وأراه من حسن عواقب اختياره له
    ما لم يكن ليصل إلى بعضه ، بما يختاره هو لنفسه"

    ومنها :
    أنه يُرِيُحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات ، ويُفرِّغ قلبه من التقديرات والتدبيرات
    التي يصعد منه في عَقَبةٍ وينزل في أخرى، ومع هذا فلا خروج له عما قُدِّر عليه

    فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوفٌ به فيه؛
    وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه لأنه مع اختياره لنفسه.
    ومتى صحَّ تفويضه ورضاه ، اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به،
    فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يَحْذَره، ولطفه يهوِّن عليه ما قدَّره. !

    إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تَحَيُّله في رده،
    فلا أنفع له من الاستسلام، وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحًا كالميتة،
    فإن السبع لا يرضى بأكل الجيف!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:59 am